يسهل على المتلقي العادي أن يصدق دعاية كاذبة , كأن يساعدك مستخدمو المكتب الوطني لسكك الحديدية في تسهيل كل مراحل تواجدك في محطة القطار , كتوفير المعلومات و اقتناء التذاكر و ما إلى غير ذلك , فإذا ما تتبعنا هذا الكلام سنجده حبرا على ورق بل أحلام وردية مزيفة تطفو فوق سحب من اللامبالاة براحة المواطن , فمستعملو القطار لا يجدون أمكنة فارغة عند صعودهم على متنه مما يضطرهم للسفر قياما مع ضرورة دفع ثمن الرحلة التي يصل أدناها إلى أربعة عشر درهما , فهل هذا يعقل؟ فمن أكبر العيوب أن نقدم منتوجا في مادة إعلانية و نرسم للمواطن صورة غير ملموسة عن القطار في المغربو نشبهه بT.G.V و نستهزئ بالمواطن.
الواقع يحكي معاناة مريرة , الكراسي غير مريحة, الروائح منبعثة من المرحاض كريهة جدا لدرجة الإصابة بالغثيان , و الأكثر من ذلك شروط السلامة منعدمة تماما, فمعظم القطارات العادية لا تقفل أبوابها عند انطلاق الرحلة , زد على ذلك التأخيرات الغير مبررة مع ترك المواطنين شيبا و شبابا ينتظرون دون حتى الاعتذار منهم أو نصحهم باستخدام وسيلة نقل أخرى , و الأفظع من ذلك توقف القطار بين الفينة و الأخرى وسط فضاء واسع و مظلم بين الأشجار و الأحجار دون رقيب و لا حسيب , التوقف ليس لدقيقة أو حتى خمس دقائق بل لساعة و نصف أو ربما أكثر , إما لعطب تقني نتيجة قدم القطارات قدم الدهر أو كما يدعي بعض الموظفين داخل المكتب سرقة بعض الشباب لقطعة من قطع القطار ...
أما المحطات , فحدث و لا حرج , تجد المكلفين في خدمة الزبائن عابسين لا يعرفون للابتسامة معنى , يخاطبون المواطنين بلهجة دونية و بصوت عال في كثير من الأوقات , فحتى التذكرة لم تسلم من قلة حكمتهم تمنح بدورها بعنف , فحتى الشبابيك تجد معظمها مقفلة و صف المسافرين أطول من قطاراتهم البلاستيكية , هذا ما دفع ببعض الشيوخ لتذكير عام البون و جبروت و تسلط المستعمر.
خلاصة القول ,المكتب الوطني للسكك الحديدية , لا يولي اهتمامه بسلامة و راحة المواطن المغربي كما يزعم , فكل الشروط الواجب توفرها شبه منعدمة , و من العيب أن نعاني من مثل هذه المشاكل الغير مبررة إطلاقا , مع العلم و مما لا ريب فيه ان المكتب يجني أموالا طائلة تمكنه من توفير أجود و أفضل الخدمات للمواطن الذي يدفع ثمن تهاون و تخاذل بعض المسؤولين . و للإشارة فقط فثمن التذكرة مرتفع للغاية مقارنة مع الخدمات الهزيلة داخل المحطات او في القطارات .