
ها هي العطلة الصيفية قد حلت و ها هو برنامج استديو القناة الثانية يطل على جمهوره للمرة الخامسة على التوالي , فهذه المسابقة أصبحت بمثابة الطريق الأقصر للنجومية و الشهرة و جني المال من وراء ما أصبح يطلق علية الفيديو كليب , شباب من داخل المغرب و خارجه المتمثلون في الجالية الشابة أصبحوا يرون في المغرب قبلة لاستقبال المواهب و الطاقات الغنائية كلهم حلموا بمستقبل فوق المسارح و سهر في النوادي و الحفلات , يا لسخرية القدر؟ كيف نسمح لأنفسنا بأن ننصاع وراء خزعبلات تضعف من الاستمتاع بالموسيقى النظيفة و تحط من مستوانا الفكري و الثقافي . فالمواطن المغربي اليوم أصبح في حاجة ماسة إلى الاشتغال ليل نهار و يحاول جاهدا استثمار المال في مشاريع سكنية , بناء مدارس و جامعات , و الاشتغال على البنية التحتية بشكل عام , لا أن يبعثر أموالا طائلة في سهرات لا نجني منها سوى انتشار الفساد و قلة الوعي و مضيعة الوقت , فليس من المعقول في شيئ أن ندعو فنانا و نجازيه بملايين الدراهم أو بالأحرى ملايين الدولارات لأنهم لا يقبلون سوى العملة الصعبة بينما الشعب يموت جوعا و قهرا , و المشكلة الأكبر هو تشجيع الآباء لأبنائهم بدعوى أنهم يمتلكون الموهبة و الصوت الجياش . فما هذا الاستهتار و ما هذه الموضة الغبية الغريبة .في هذه الأزمة التي نعيشها من المفروض أن نشتغل ليل نهار دون انقطاع و أن لا نفكر في أشياء ثانوية عسانا نصل إلى ما وصل إليه العقلاء من بني البشر مثلنا و نحاول اكتشاف ظواهر جديدة تدر علينا بالربح لا بالخسارة .