ماذا سأشتري لحبيبي هذه السنة؟ سؤال شغل الكثيرين بل و لربما سرق النوم من عيونهم , و دفع بهم إلى التفكير طيلة الأسبوع بنوع الهدية التي سيهبونها لأحبائهم, نعم, هذا هو الاحتفال السنوي ذو اللون الأحمر و القلوب المولوعة بعشق السان فالنتان.
14 فبراير , تاريخ طبع هما على صدور البعض و استفهاما عند البعض الآخر , بدعة أخرى حولها العالم العربي لحفل سنوي يخص العشاق ليعطوه لقب "عيد الحب" , فهل الحب يحتاج لعيد كي نعبر عنه؟ أغلبية المحتفلين لا يعلمون مرجعية هذا العيد , يقلدون عالما ليس بعالمهم و ثقافة ليست ملكهم , حتى إن البعض منهم يعتبره عيدا شرعيا , فيرفض أشد الرفض أن يسب أحدهم عيد الحب , بل و يمكن أن يصل به الوضع أن يقاطع صديقه إذا ما أيد الفالنتان .
شخصيا, كنت مع أحد زملائي , فتفاجئت من بعض ردات فعلهم التي تمجد ال14 فبراير , و تعتبره يوما مقدسا يجب احترامه , لذلك سأتحدث و أجرد نفسي من حيادية الصحافة لأقول أن الحب لا يحتاج إلى يوم كي نعبر عنه , فهو كلمة توحي بالنبل في المشاعر و احترام الطرف الآخر و تقاسم الحلو و المر معه طيلة السنة بل و إلى الأبد , سأقول لكل من يؤمن بالسان فالنتان , حاولوا أن تخلقوا يومكم الخاص بكم , لا تؤمنوا برجل مات منذ قرون , و ابتكروا أقول ابتكروا و لو لمرة واحدة يوما خاصا بكم, و أقنعوا الغرب بالاحتفال به , أقنعوهم بأن يحتفلوا بعيد المولد النبوي مثلا و لاحظوا ردة فعلهم الغير قابلة للتقليد , لأن هذا الأخير (التقليد) صفة من صفات القردة , تجردكم من كل وجودية في الحياة , و تتوج رؤوسكم بتيجان التبعية و الغباء.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق