الشرطة في خدمة الشعب, قولة جافة تحتاج الكثير لتفهم معناها في هذه البلاد , فبينما كنت مارة من أحد الأحياء السكنية في منطقة عين السبع , استوقفني منظر مؤثر و في نفس الوقت ساخر, كان بعض الشبان الحاصلين على شهادات عليا يبيعون الأسماك, فإذا بسيارة شرطة بيضاء تقف لتأخذ منهم ضريبة يومهم و هي عشرون درهما و كيسا من الأسماك, و ذلك ليحافظوا على المكان و لا ترمى بسلعتهم , هذا الشباب الضائع الذي أغلقت كل أبواب الأمل في وجهه لم يسلم حتى من قبضة السلطة, يتقاسم معها حصته اليومية و هذا في الأيام العادية , أما أيام الأعياد و المناسبات يعطيها لها كاملة و يرجع خاوي الوفاض, و زد على ذلك وقوف الشرطة في الطرقات و المراقبة بالرادار, و نهب كل فلس بقي في جيب المواطن بدعوى السرعة المفرطة أو عدم احترام قوانين السير. أما في المدن الصغيرة و القرى, فالشرطي يطمع حتى في درهمين , يرميهما إليه الفلاح من فوق جراره, مستعملين في ذلك سلطتهم التي منحت لهم طبيعيا لحماية المواطن و ليس لغرض آخر, كما أن بعض البائعين المتجولين يتعرضون للعنف المعنوي و الجسدي و يلعبون لعبة "توم وجيري" و لا من يحرك الساكن, و ذلك لحكم القوي على الضعيف, كما أن بعض رجال الشرطة لا يغضون بصرهم عن الفتيات , فكلما مرت فتاة متبرجة إلا و لم تسلم من مطاردتهم اللسانية المشاكسة , بدل أن يقوم بعمله الطبيعي و المفروض عليه , ألا و هو الحماية و الأمن.
نهب, تعسف, استيلاء و مطاردات كلها مضادات للمقولة الصحيحة لذلك من المفترض أن نقول "الشرطة في هدمة الشعب".
نهب, تعسف, استيلاء و مطاردات كلها مضادات للمقولة الصحيحة لذلك من المفترض أن نقول "الشرطة في هدمة الشعب".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق