
نيران متأجججة , فرقعات ضاربة, صواريخ مشتعلة, قنابل بكل الألوان و الأشكال, حضر تجول الكيار و فرض حماية من طرف الصغار, هذا هو الاحتفال السنوي الذي يقام كل سنة في المغرب بمناسبة عاشوراء. فتيات تغنين في الأحياء و أخريات تتجولن بالطبل و الدف’ و في اليوم التالي تشن حرب على الفتيات خصوصا من طرف بعض المشاكسين الذين ينهون للبقال دخيرته من البيض و الملون الغذائي , فمنهم من يلجأ إلى ميكانيكي السيارات ليطلب منه مادة لزجة سوداء, و الطامة الكبرى عندما يخلطون المياه بماء النار لرش كل فتاة أو امرأة أو أي شخص يمر من الشارع دونما أي احترام أو مراعاة للظروف التي يمكن أن يكون عليها ذاك الشخص و هذا كله بدعوى "زمزم" . و في نفس الليلة نجد طابورا طويلا في قسم المستعجلات بالمستشفيات العمومية , تسمع أصوات أنين و صراخ من بعيد , فهناك من فقد عينه , و من انقسمت جبينه , و آخر قطعت عروق يده , و آخر لديه حرق من الدرجة الخطيرة هذا نتيجة اللعب بالمواد المتفرقعة أو خلط لمادة الكربون بماء الكلور أو ما شابه . فعاشوراء مناسبة سعيدة على البعض و تعيسة على أخرين , فمن خلالها تتضاعف أجور الأطباء و مصانع القنابل بالصين و أصحاب البقالة , في المقابل تتضاعف فاتورة الماء و تفرغ جيوب الآباء و يذهب ضحيتها أبرياء . في حين عاشوراء مناسبة دينية من الدرجة الأولى ’ يقوم الملسمون بإحياء صلة الرحم, إخراج الزكاة, فعل الخير و إدخال البهجة لقلوب الأطفال, و التسامح بين الأديان .فكل الظواهر الاجتماعية السليمة بدأت تنقرض , و أخذ هذا الجيل يفهم كل شيء بالغلط و ينشئ عادات لا أساس لها من الصحة تضر به و بمجتمعه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق