أضواء مشعة, أشجار بكل الأشكال و الألوان , حلويات بقالب سانتا كروز أو بابا نويل , هذه هي صورة بعض الشوارع المغربية , صورة لم يألفها السابقون من أجدادنا , بدعة اكتسبها المغاربة و جعلوا منها ضرورة حتمية للاحتفال برأس السنة الميلادية , فحتى بعض الناس يعايدونك ب merry chrimstmas أو ,joyeux noël , بل و يقبلون على شراء شجرة العيد و تزيينها بشتى أنواع الزينة, فرجعت بذاكرتي إلى الوراء خاصة أيام المدرية الابتدائية , كنا أثناء فترة نهاية السنة الميلادية نستعد بفرح لتزيين الأقسام و رسم سانتا كروز على الجدران و النوافذ , بل و نستعد لتقديم العروض المسرحية الغنائية الخاصة بالمناسبة , فبعض الأغاني كانت تؤديها فرق الكورال في الكنيسة و معظمها تمجد المسيح و مع ذلك حفظناها عن ظهر قلب , فحتى سيارة نقلنا المدرسي , نزينها حتى تصبح كمهرجان سنوي من الأوراق المزركشة و القطن الملون . أما قطاع التعليم آنذاك يمنحنا عطلة طويلة عريضة لنستمتع بنهاية سنة قديمة و بداية أخرى جديدة , و لكن سرعان ما فهمنا أن هذه طقوسا لا معنى لها , و إنما مجرد بدعة كباقي البدع التي اكتسبناها من العالم الغربي.
أما بعض الأسر , تنتظر بفارغ الصبر حلول شهر ديسمبر لكي تسافر إلى بعض المناطق الجبلية المكسوة بالثلوج كإفران و أوكيمدن و الغريب في الأمر هو إقبال البعض منهم على الأبناك لطلب قروض , و هناك من يفضل قضاء رأس السنة الميلادية في بيته , ليس لعدم رغبته في الاحتفال و إنما لتفكيره العميق في المصاريف المقبلة عليه من ضريبة للسيارات و تأمين و صيانة و ما إلى غبر ذلك . أما الطبقة العاملة فلا تفكر إلا في وصول آخر الشهر لتتقاضى راتبها و تشتري ما يلزمها من مأكل و مشرب و لا تعير أي اهتمام لأي رأس سنة أو رجلها .
أما حلول السنة الهجرية , لا يلقى ذاك الاهتمام الزائد , البعض من الناس لا يعرفون حتى في أي سنة هجرية نحن , و لا يحسنون حتى ترتيب الأشهر من محرم إلى ذو الحجة, و البعض الآخر يحتفل به عبر الاستعداد لطبخ أشهى الأكلات المغربية المعتمدة على الدجاج البلدي, و الاستعداد لصيام فاتح محرم و إيصال الرحم , فحتى للأطفال نصيبهم في بداية السنة الهجرية الجديدة, تتاح لهم الفرصة لشراء الألعاب و الاستمتاع بالاحتفال خارج المنازل, فالفتيات تشترين الدفوف و بعض الآلات الموسيقية التقليدية , لتتجمعن و تطربن سكان الحي .أما بعض الأسر المنحدرة من البيت النبوي الشريف فتقيم فترة حزن على مقتل سيدنا الحسين (ض) من فاتح محرم إلى ليلة التاسع منه.
الإشكالية المطروحة تكمن في تصادم الأجيال و توازي الأفكار و المعتقدات, فلا الشاب يؤيد الشيخ و لا البقية متفهمة , كل شخص يتعامل مع الأعياد بطريقته و حسب البيئة التي نما فيها و لكن ما نخافه اليوم هو أن نفقد هويتنا العربية الإسلامية و نهمش أعيادنا الدينية المشروعة الفطر و الأضحى .
هناك تعليقان (2):
مررت من هنا ليس بالصدفة او شيء اخر بل كوني لابد لي من المرور ما دام موقعك الجميل هدا قنطرة حب و كتاباتك و بصمتك القلمية ,,,واصلي نصريتا و لا تتركي ابنك هدا واكحا جافا لانك هاجرتيه مند زمان و كم كان يعز علي دلك حين كنت ادخل عليه لاتاسف و اعود من حيث اعود اعتني به جيدا و خليك نصريتا القطة الجميلة الدافئة و من هنا لس سلام لابد ان توصليه لاعظم انسان في حياتك سلامي لامك الغالية و ارقى التحايا لك و لكل من يحبك
SOUKASMA
كتابة تتوفر على كل مواصفات الاستطلاع هذا وان دل على شيء فانما يدل على استيعابك لدروس ونصائح الاستاذ بنداود
أملي كل الامل أن يلمع نجمك في الميدان الاعلامي وتثبتين جدارتك وثقلك في السلطة الرابعة
لك أجمل تحياتي
إرسال تعليق