
تعرف بلادنا حربا و لكن هذه المرة ليست على الحدود , و إنما بين الشعب المغربي و ظهور ما يسمى بحركة المواد الغذائية المسلحة التي استوطنت الأسواق و فرضت الحماية على الأسعار, مع حضر التجول على بعض أنواع الفواكه و الخضر. بحيث أصبح العنب يقذف بقنابله العنقودية المواطنين دون تمييز, أما البرتقال أصبح بطلا للبولينغ لا يقبل الاستقبال دون مواعيد مسبقة, في حين أصبح المشمش يباع عند صائغ الذهب و تساوى ثمنه مع ذهب الأربع و العشرين قيراطا, كما أن بعض الخضر التي لم تكن محط اهتمام المواطن كاللفت الذي كون بدوره نقابة و انخرط في البورصة ليرفع من قيمة أسهمه , أما الطماطم التي كانت تخجل من نفسها أصبحت هي الآمرة الناهية في السوق, و فرضت الرقابة على زميلاتها, و ألقت خطابا للشعب المغربي في غضب بأن يستغنوا عن "مطيشة والبيض و الحريرة". في حين قامت البصل بإنتاج أزيد من ألف طن من القنابل المسيلة للدموع بأثمان خيالية, مما أدى بالمواطن المغربي بإصابته بداء الإغماء, كما تم العثور على مومياء البطاطس في أحد أقاليم المغرب تعود للشتاء الماضي, الشيء الذي جعلها تقوم بمقابر جماعية بعدما كانت هي المدفونة . فحتى الخبز لم تسمح له كرامته بالاحتفاظ بثمنه , أما السمك أصبح يشكل حلفا اتحاديا ضد المواطنين المغاربة, فعند دخول سوق الأسماك تسمع زغاريد "الميرلا و الكر وفيت و الباجو" فحتى مصاص الدماء السردين يجيب المشتري و يقول له " خمسة عشر درهما , بغيتيني هي هاديك ما بغتينيش الباب وسع من كتافك" , فالمواطن المغربي سيموت جوعا حتما إذا ظل السوق على ما هو عليه . و سنضطر للعيش بالفئران و القطط إذا لم يقوموا هم بدورهم باحتجاجات ضدنا , فما عسانا أن نقول غير "الله يلطف بنا".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق