يشهد العالم العربي مؤخرا موجة من التحرر على صعيد الإعلام السمعي البصري, تحرر من القيود السابقة التي كانت تعيقه من إنتاج برامج على الموضة, تحرر من العادات و التقاليد التي أصبحت بالية في قسم الأرشيف, و التي لم تعد صالحة لهذا الزمان .
فالإعلام السمعي البصري (التلفزيون) أصبح فردا من الأسرة النووية, فهو الأنيس وقت الوحشة و الصديق وقت الشدة و المسكن وقت الألم, و ذلك بالتعدد الهائل للقنوات الفضائية التي تعرض بدون انقطاع و تبث برامج ثقافية و ترفيهية , فالأولى تتمثل في القنوات العربية الإخبارية , و الثانية في القنوات الفضائية المتخصصة إما في الأفلام أو في الأغاني و هذا النوع يلقى إقبالا كبيرا, و الدليل على ذلك هو الظاهرة التي أصبحنا نشاهدها في المقاهي و الأماكن العامة , و هي "روتانا" التي أصبحت من البديهيات. أما فيما يتعلق بما يسمى ببرامج الواقع فحدث و لا حرج, فالشباب يضيعون فرصا ذهبية في حياتهم بسبب ستار أكاديمي و فكم من شاب و شابة رسبوا في امتحانات الباكالوريا بسبب أحمد الشريف و شذى حسون ... هذا بالإضافة إلى ظهور قنوات تشجع السحر و الشعوذة بدعوى أن هناك علم اسمه "الفلك و النجوم" , و الطامة الكبرى هو ذاك الإقبال الهائل على هذه القنوات الخليعة و ذلك من خلال الاتصالات من مختلف الأقطار العربية , و لا نتحدث طبعا عن قنوات العوانس التي تزوج الشباب العربي من جنسيات مختلفة ضمن شروط و مواصفات العروسين الذين يبحثان عن نصفهما الآخر , و زد على ذلك فضائيات عربية تشجع الانفصالات و التطرف في المذاهب و ذلك من خلال القنوات الشيعية .فالإعلام العربي ما زال يفتقر إلى خطاب إعلامي ناضج و راق, نتمكن من خلاله بإيصال الرسائل البليغة إلى أنحاء العالم و التعريف بقيمنا و أخلاقنا و حضارتنا التي يستحيل أن ننسلخ منها لأنها هي الطابع الذي يميز جنسا عن جنس و شعبا عن شعب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق