ترقب طويل تحت المطر, تحت أشعة الشمس الحارقة , انتظار أطول وسط مكان مظلم أو حتى وسط بيداء قاحلة , هذه هي حالة المواطن البيضاوي عندما يأبى سائقو الطاكسيات من الحجم الصغير تلبية طلبهم, ترى هل هي حمى قلاعية أصابت السائقين؟ أم إحساس بالسخط على وضعية الطرق في المدينة؟ تقول ن.م:" أترقب كل يوم أكثر من نصف ساعة وقوف طاكسي أحمر, فحتى إذا لبى الطلب بالوقوف يضع شروطه بالقول :"إلى كنتي غادي لسنتر فيل ما غاديش", العجيب في الأمر هو وضع السائق نفسه مكان الزبون, هو من يحدد المكان و البعض منهم يحدد حتى الأجرة, و لا من يحرك الساكن , تقول غ.أ.:"بعض سائقي الطاكسيات الحمراء ذوو شخصيات مريضة, يحسون بالضعف و النقص ظنا منهم بأن مهنتهم مهنة حرة يرفضون أن يأمرهم أحد أو يطلب منهم إيصاله إلى المكان الذي يريده". و الأخطر هناك من لا يحب الجنس اللطيف, فبعض الفتيات تتعرضن للسب و الشتم ,بل للتحرش الجنسي و هذا مناف تماما للقانون.
المواطن البيضاوي خاصة , يعاني صعوبة فعلية في إيجاد وسيلة النقل المريحة, و من العيب أن نقول بأن مدينة الدارالبيضاء هي العاصمة الاقتصادية و القلب النابض للمغرب, فيوم الجمعة مثلا استثنائي, به يتحجج معظم السائقين بالصلاة, يلوحون من وراء النوافذ بأيديهم "لا". يقول أ.م .سائق طاكسي :"لا أستطيع أن أضع شروطي على الزبون فدوري هو تلبية طلبه, و لكن المشكل هو تسلط بعض السائقين على هذه المهنة, و كيفما يقول المثل المغربي-حوتة كتخنز شواري- و تقول ح.م.:" أنا امرأة عجوز, أعاني مرض السكري و القلب و لا أستطيع المشي مطولا, أقلني مؤخرا سائق طاكسي أحمر , و عندما طلبت منه المكان , رد علي بكل وقاحة :هبطي ,ماشي طريقي , فقلت له :يا بني لا أستطيع الوقوف فأنا مريضة , فأجاب دون أي ذرة احترام: اطلبي سيارة إسعاف ". فما هذا الاستهتار ؟ ما هذه الدناءة؟ أيعقل أن يعامل المواطن بهذه الطريقة اللاإنسانية؟ أين دورك يا وزارة النقل؟أين دورك يا أمن؟ البيضاويون ذاقوا درعا من هذه التصرفات المسكوت عنها , و الأصابع موجهة إليكم يا مسؤولين, يا سعادة الوزير نريد حلا, نريد مدونة فعلية ليست كلامية خطابية, فالمواطن بحاجة لأن يسترد كرامته و يتمتع في دائرته المدنية بكل حرية و احترام.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق