تعاني المنظومة التعليمية ببلادنا خللا حكم عليها بالإعدام شنقا, خاصة بعدما احتل المغرب المرتبة الأخيرة على صعيد العالم العربي , فانعدام بنية صلبة و قاعدة سليمة للتعليم يبقى عقيما و جافا لا فائدة منه , فالمدارس الحكومية تعاني فقرا مدقعا , لا دروس يستفيد منها الأطفال و لا أقسام تنشرح لها الصدور و لا طاولات ترتاح عليها أجسادهم الصغيرة , هذا بالإضافة إل ى قمع المعلمين لهم و كثرة غيابهم و مظاهراتهم بسبب الأجور المضحكة التي يتاقضونها كل شهر , أما المدارس الخاصة فحدث و لا حرج , تهدف للربح المادي و تنمي في الطفل حبه للغرب و إتقان اللغات الأجنبية و حفظ أغاني رأس السنة الميلادية , و الضحية من هذه الدوامة هم أجيال المستقبل . فبعض الآباء يتحسرون على زمن المعلمين الفرنسيين و نظامهم الصارم , لإيمانهم بأنهم أكثر كفاءة من معلمينا , و لكن الصحيح هو أن المعلم المغربي يعاني بدوره تهميشا و لا مبالاة , كما أن المقررات الدراسية لم تعد تلك المقررات التي تحتوي على دروس ربما أصبحنا نفتقدها في عصر طغت عليه الصورة , فحتى نسبة القراء ضئيلة جدا و الإقبال على الكتب و الروايات كذلك.
فالمغرب يدفن رأسه في الرمل كالنعامة يترك المهم و يعالج قضايا لا تستحق و يبعثر ميزانية الدولة هنا و هناك , في حين يبقى القطاع المهم و الأهم ينتظر الفرج كل عام ’ ليس بتغيير المقررات الدراسية كل سنة و إعادة تصميم صور الدفاتر و الأقلام و إنما تكوين الطفل تكوينا صحيحا و تربيته على المواطنة و زرع روح البحث و المعرفة فيه.
شعار الوطن المغربي
منبت الأحرار
مشرق الأنوار
منتدى السؤدد و حماه
دمت منتدى و حما
عشت في الأوطان
للعلى عنوان
ملىء كل جنان
ذكرى كل لسان
بالروح بالجسد
هب فتاك لب نداك
في فمي و في دمي هواك ثار نور و نار
إخوتي هيا
للعلا سعيا
ننشد الدنيا
أنى هنا نحيا
بشعار
الله الوطن الملك
أرشيف المدونة الإلكترونية
برج الأسد
كثيرا ما تشبه امرأة برج الأسد بزهرة دوار الشمس لأنها كيفما اتجهت تتجه نحوها الأنظار ولا سيما أنظار الرجال . ترى هل تستحق هذا القدر من الاهتمام ؟ نعم متى علمنا أن الطبيعة جادت عليها – دفعة واحدة – بالحيوية و الذكاء و الجاذبية الجنسية . إنها المرأة المثالية للرجل ذي الثقة التامة بنفسه . أما من كان عكس ذلك فلا بد من أن تكسبه هذه المرأة شعورا بالنقص كفيلا بتنغيص عيشه . إنها عاطفية إلى أقصى الدرجات , أي إلى درجة الاحتفاظ قليلا بصورة أصدقاء الماضي على الرغم من احتجاج زوجها الذي تعزه ولا تفضل عليه أحدا . و تبدو في أغلب الأحيان دمثة رقيقة الصوت وديعة القسمات , لكن سرعان ما تنقلب هذه المظاهر إلى عكسها أثر مجرد هفوة تبدو من زوجها . إنها لا تنكر إحساسها المرهف , و كثيرا ما تحذر الآخرين من مغبة سوء معاملتهم لها , مثلها في ذلك مثل لبؤة تشحذ مخالبها يوميا في انتظار الساعة التي تنقض فيها على فريستها . نصيحة لا بد منها للرجل الذي يحلم بزوجة من هذا النوع : إن كنت تحمل اسما عاديا لا يوحي بنبل المحتد , أو كنت تفـتقر إلى الرجولة الحقة , أو كان سخاؤك محدودا , فمن الأفضل لك أن تبتعد عن طريقها . أما إذا كنت تصر على امتلاكها فما عليك إلا أن تكيل لها المديح و الثناء , و أن ترسل لها أفخر الهدايا – لا تهمها الكمية بقدر ما تهمها النوعية – و أن تظهر أمامها بالمظهر اللائق , فهي تعاف الإهمال و تعتبره إهانة لها كما تأنف من الفقر إلى درجة الشعور بالمرض . خلقت المرأة مولودة برج الأسد لتكون قائدة اجتماعية توزع المسؤوليات و تسن الأنظمة و القوانين . و لكنها على الرغم من دفئ مشاعرها و ابتسامتها المشرقة تخفي في أعماقها الكبرياء و التعالي , و مبعث ذلك إيمانها الشديد بأنها أفضل الجميع على الإطلاق . و الطريف أن اعتقادها هذا لا يجر عليها النقمة أو الكراهية و ذلك بسبب طيبتها و كرمها و رعايتها للمعوزين و الأطفال خاصة . إن أقصر الطرق التي تؤدي إلى قلبها الإطراء و الثناء . و هي تستحق المديح على كل حال من أجل هندامها و أناقتها و تنسيق بيتها و ميزات أخرى كثيرة . إنها بهذه المناسبة , تفضل الملابس الكلاسيكية و الرياضية على غيرها و تختار من الأقمشة أجود الأنواع و أثمنها . و هي ربة بيت ممتازة و مضيفة عظيمة تعرف كيف تشرف على راحة مدعويها , و أم مثالية تطري في أطفالها الحسنات دون أن تغض الطرف عن السيئات . إنها أيضا مخلصة لزوجها ما دام مخلصا لها . غير أن اهتمام الرجال بها لا يسيئها أبدا بل أنها – على العكس – تعتبره برهانا على أنوثتها وجاذبيتها . ومع ذلك تبقى متحفظة متعالية مع الآخرين و ترجو من زوجها أن يحذو حذوها فلا يرفع الحواجز مثلا ً بينه و بين موظفيه أو بينه وبين سكرتيرته الخاصة . و مولودة برج الأسد تفضل بطبيعتها المهنة على أعمال البيت , و تأبى العيش وراء الجدران و لو كانت من ذهب . إذا لم تشغل نفسها بالعمل استعاضت من ذلك بالتبذير و بحياة اجتماعية ملآنة بالحركة . أخيرا من المحتمل أن تحاول خنق زوجها بشخصيتها القوية الفذة , فعليه أن يتدارك الأمر بالفطنة و الرجولة الضروريتين لمثل هذه المهمة الصعبة , لكن من العبث أن يحاول حجبها بدوره لأنها لن تغفر له ذلك أبدا . إنها تعتبر مجرد قبولها به شريكا لها و رفيقا , فضلا عظيما إن لم يكن تنازلا .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق